لي كل مسلمة تريد أن تمتلك قلب زوجها اتباع الآتي وستوفق
إن شاء الله تعالي في حياتها الزوجية :
1 ـ أن تناديه بأحب الأسماء إليه :
كل إنسانٍ يحب اسمه أو اسماً أو كنية يشتهر بها ، ويحب
كذلك أن ينادى
بها وبأحب الأسماء إليه ،
وهذا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم يقول لأم
المؤمنين عائشة رضي
الله عنها : { إني أعرف عندما تكوني غاضبة مني تقولي ورب
إبراهيم ،
وعندما تكوني راضية عني تقولي ورب محمد } .
2ـ أحسني اللقاء عند دخوله المنزل :
اللحظات الأولى لدخول الزوج المنزل يكون لها أبلغ الأثر
في سلوكه بقية
الوقت ، وحين تلقى المرأة زوجها متهللة الوجه مرحبة ،
تهوِّن عليه
التعب والكدح خارج البيت ، وتأملي أيتها الزوجة الكريمة
حال امرأة من
اهل الجنة كيف أحسنت لقاء زوجها عند رجوعه ولم تشأ أن
تعكر عليه صفو
فرحه بعودته إلى داره ، ألا وهي أم سليم بنت ملحان رضي
الله عنها .
فقد مرض ابنها أبو عمير ، وحضر زوجها أبو طلحة سفراً
مفاجئاً اضطر أن
يغادر المدينة ، فتطمئن زوجها أن ابنها بخير حتى لا يتعطل
عن سفره ،
ويسافر الزوج ويشتد المرض على الوليد فيُسلم روحه لباريها
، ويحكي
ابنها أنس فيقول : قالت لأهلها : لا تحدثوا أبا طلحة
بابنه حتى أكون
أنا أحدثه ، فجاء فقربت إليه العشاء فأكل وشرب ، ثم تصنعت
إليه أحسن ما
كانت تصنع قبل ذلك ، فوقع بها ، فما رأت أنه قد شبع وأصاب
منها ، قالت
: يا أبا طلحة ، لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت
فطلبوا عاريتهم ،
ألهم أن يمنعوهم ؟ قال : لا ، قالت : فاحتسب ابنك ، قال :
غضب أبو طلحة
، وانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره
بما كان ،
فقال : صلى الله عليه وسلم :
{ بارك الله لكما في غابر ليلتكما } قال أنس : فحملت
وأنجبت بعد ذلك
عشرة أولاد كلهم يقرأون القرآن .
3 ـ أن يراكِ في أحسن صورة :
أوصت أم إياس بنت عوف ابنتها ليلة زفافها وكان مما قالت :
( فلا تقع
عينه منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح ) .
وأوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته فقال مما قال :
( وعليك
بالكحل ، فإنه أزين الزينة ، وأطيب الطيب الماء ) .
وقالت إحداها لابنتها : ( عطري جلدكِ وأطيعي زوجك واجعلي
الماء آخر
طيبِكِ ) .
والرجل حين يرى زوجته في هيئة تعجبه يزداد حبه لها وقربه
منها .
وكيف تبدوا الزوجة في أحسن صورة ؟
أ ـ الابتسامة : كم يشرق الوجه حين تعلوه البسمة ، وكم
يشعر المرء
بالسرور حين تقابله زوجته بابتسامة رقيقة تزيل عنه همَّ
الطريق وعناء
المسير ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : { وتبسمك في وجه
أخيك صدقة }
.
ب ـ العطر : حين يدخل الرجل بيته فيرى زوجته في أحسن هيئة
مبتسمة
يسبقها عطر جميل ورائحة زكية ، حينذاك ترتاح نفسه ويهدأ
باله ويحمد
الله على نعمه ، وقد كان عليه الصلاة والسلام يحب الطيب ،
ويضع أحسن
الروائح ، وقد أوصى بالعطر ، فالرائحة الزكية لها أثر
السحر على النفس
الإنسانية .
ج ـ إكرام الشعر : وإكرامه تصفيفه ، وتسريح الرأس سنة
حسنة ، ومأمور
بها الرجال قبل النساء فكيف بالزوجة ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم : { إذا أطال أحدكم الغيبة فلا
يطرقن أهله
ليلاً } وفي رواية : { نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً كي
تمشط الشعثة
وتستحد المعينة } .
د ـ نظافة الثوب : ألا تقابل زوجها بثياب المطبخ أو بثياب
كانت تلبسها
أثناء تنظيف البيت ، فلذلك أبلغ الأثر عند الزوج ، ولبس
اللون الذي
يحبه الزوج من الثياب يحبب فيك زوجك ويقربك من قلبه .
هـ ـ نظافة الأسنان : الفم مكان تنمو فيه البكتريا بسرعة ،
إن لم تتم
العناية به وتنظيفه من بقايا الطعام ، وقد اوصى الإسلام
باستعمال
السواك ، وكان يستعمله صلى الله عليه وسلم ويوصي به
أصحابه وزوجاته
رضوان الله عليهم جميعاً .
حاولي أيتها الزوجة أن تحافظي على السواك ، ولا بأس
باستعمال فرشاة
الأسنان والمعجون ، حتى يطهر الفم وتزكوا رائحته وتصبح
الأسنان لامعة
ناصعة ، فكم تعطي جمالاً للوجه ؟
4 ـ أحبي ما يحبه :
إن حبك لما يحب زوجك من أنواع الطعام والشراب وغيرها له
أكبر الأثر في
التقارب الوجداني بينكما وله أكبر الأثر في زيادة حب زوجك
لكِ .
5 ـ لابد من المجاملة :
تعلمي كيف تتوددي إليه وتجامليه وتمدحينه ، فالرجال يحبون
المديح
والثناء كما يحبه النساء ، فقولي له مثلاً : إنني فخورة
بك ، أنت عندي
أغلى إنسان في الدنيا ، وأحب إنسان إلى قلبي ، أنت صديقي
وحبيبي وزوجي
الغالي .... الخ .
ولا أقصد من قولي أن تجامليه أنك غير مقتنعة بتلك الكلمات
التي ذكرتها
، وإنما يجب أن يكون لك زوجك كما تقولين ، ولكن الكلام
نفسه يأخذ شيئاً
من المبالغة ، فلا بأس من ذلك .
6 ـ احذري وقت النوم ووقت الجوع :
عندما يريد الإنسان أن يخلد إلى النوم يكون قد بلغ منه
التعب مبلغه ،
وتقل قدرته على التركيز ، وتضيق أخلاقه ، فإياك أن تختلقي
مواضيع
للمناقشة في هذا الوقت ـ وتلحين عليه أن يسمع لك ويدلي
يرأيه ، كذلك
وقت الجوع ، فيكون كل همه أن يأكل ويسد جوعته ، ويذكر
علماء النفس أن
الإنسان حال جوعه يفسر ما يراه على أنه يشبه كذا من انواع
الطعام ،
وكذلك ما يشمه من روائح ، فالجائع تنطلق مشاعره كلها نحو
الطعام ،
وصدقت أم امامة بنت الحارث حين قالت : ( فالتفقد لوقت
منامه وطعامه ،
فإن تواتر الجوع ملهبة ، وتنغيص النوم مغضبة ) .
7 ـ لا تعكِّري أوقات الصفاء :
يقول البعض : ( والعتاب في أوقات الصفاء من الجفاء )
فقد تعمد الزوجة إلى عتاب زوجها عند قدومه من خارج البيت
لتأخره أو
لعدم احضار المطلوب ... الخ ، وهذا من تعكير الصفو ، وسوء
الفهم ، لقد
أوصدت هذه الزوجة بسلوكها أبواب القبول والرضا عند الزوج
....
( كما تظن زوجة حريصة أن أوقات الصفاء مع الزوج هي
المناسبة لمعاتبته
على أمورٍ أخَّرتها بحرص حتى ذلك الوقت المناسب ، وهذا
خطأٌ شائع تقع
فيه الزوجات ، فعليها أن تعلم أن أوقات الصفاء مع قلتها
فرصة للهناء
والسرور والبهجة ، وليست فرصة للكدر وتعكير الصفو وتغيير
النفس ) .
أيتها الزوجة المخلصة : إن كثرة العتاب تورث البغض ، ويجب
عليك ان
تتنازلي قليلاً وتقبلي لزوجك بعض العثرات ، وتذكري حين
قال أحد السلف
لأخيه : تعال يا أخي نتعاتب ، فرد عليه قائلاً : بل قل يا
تعال أخي
نتغافر ، فليغفر بعضنا لبعض ولنتسامح ، ولنعش لحظات الحب
بكل الحب
والسعادة .
8 ـ إياكِ أن تَمُنِّي عليه :
قد تكون الزوجة عاملة ، وتدخل البيت مقدراً من المال ،
وربما يصدر منها
بقصد أو بغير قصد ما يدل على أنها تمُنُّ عليه بهذا ،
وهذا فيه من
الإساءة للرجل ما فيه ، وقد يكون معسراً لا يكفي وحده
حاجاتها ، بخاصة
إذا كانت ترهق نفسها وبيتها بالكماليات ، ومنُّ المرأة
على زوجها
بمساعدتها في المنزل يسيء للزوج ويؤذي مشاعره ، ويحدث
شرخاً في العلاقة
الزوجية لا يلتئم ، وجرحاً لا يندمل ، ولتعلم الزوجة أنها
ووقتها كله
ملكاً لزوجها ، وله في ذلك المال حق ، ولا يجوز أن تمُن
عليه بذلك ،
وقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله
عليه وسلم
كانت تضع مالها كله تحت يده عليه الصلاة والسلام ، فكان
مما قاله في
حقها : { وواستني بمالها إذ حرمني الناس } .
9 ـ لا تذكري دائماً حالك في بيت أبيك قبل الزواج ممتنة
على زوجك :
بعض الزوجات تعمد دائماً أن تقول : لقد كنت ألبس في بيت
أبي كذا ، وآكل
كذا ، وكنا نفعل كذا ، ... وهي تقصد بذلك أنها بعد زواجها
منه تغير
حالها إلى الأسوأ ، وهذا فيه نوع من عدم الرضا بالواقع
الذي تعيشه ،
وهذا أخطر شيء على استقرار الحياة الزوجية .
أقول لها : أين أنت أيتها الأخت الفاضلة من نساء السلف
الصالح حين كانت
توصي الواحدة منهن زوجها عند خروجه من بيته طالباً رزق
ربه ، فتقول له
: يا فلان ، اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا حلالاً ، فإنا
نصبر على
الجوع في الدنيا ولا نصبر على النار يوم القيامة .
ولتعلمي أيتها الزوجة المسلمة أنكِ بعدم رضاك عن عيشتك
وكلامك ذاك ، قد
تدفعين زوجك لأن يسلك غير سبيل المؤمنين فيقبل الحرام
فيخسر الدنيا
والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين ، واعلمي أن الأيام
دولٌ بين الناس ،
من سرَّه يومٌ ساءته أيام ، وأن السعادة في النفس وفي
الرضا والقناعة .
10ـ عليكِ بالقصد ولا تسرفي :
ما افتقر من اقتصد في عيشه وحياته ، ولم يسرف فالله لا
يحب المسرفين ،
والإسلام لا يحض على الفقر وترك زينة الحياة الدنيا ، قال
تعالى : { قل
من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق } .
ولكنه في الوقت ذاته لا يريد منهم أناساً متخمين ممتلئة
بطونهم بكل ما
لذ وطاب ويركنون إلى الدنيا ولذَّاتها .
إن الرجال الذين يتمتعون في التشبع والامتلاء ، ويبتكرون
في وسائل
الطهي وفنون التلذذ ، لا يصلحون لأعمالٍ جليلة ، ولا
ترشحهم هممهم
لجهادٍ أو تضحية .
وقد ابتلينا بأناسٍ كل همهم الطعام والشراب واللباس
والزينة ، فهم
يفتخرون بأنهم يأكلون ألواناً من الطعام لا يعرفها كثيرون
غيرهم ،
ويتكلمون باستعلاءٍ على الخلق ، وبعض النساء يكلفن
أزواجهن بشراء
العديد من الكماليات ، ويرهقن البيت المسلم بتحميله فوق
طاقته .
11 ـ أكرمي ضيفه فهو إكرام له :
قال صلى الله عليه وسلم : { من كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فليكرم
ضيفه } .
إكرام الضيف والسرور بلقاءه والترحيب به كل ذلك من
الإيمان ، وأن يقدم
المرء للضيف أحسن ما عنده من غير تكلفٍ ولا إسراف ، قال
تعالى : { ولقد
جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلام ٌ فما
لبث أن جاء
بعجلٍ حنيذ } .
وانظري أيتها الأخت الفاضلة إلى قوله تعالى : { فما لبث }
فهو الأسرع
بإكرام الضيف وعدم التباطؤ حتى لا يقلق ذلك الضيف .
حقاً ما أجمل وأروع ذاك الكرم ، أين نسوة الدنيا يأتين
فيشهدن أم سليم
، وهي تطفيء السراج ، وتبيت طاوية وتعلل الصبيان ليناموا ،
ثم تعطي
الضيف طعامها وطعام زوجها وأبناءها إكراماً لهذا الضيف ،
بينما تقيم
المرأة الدنيا وتقعدها على زوجها إن أحضر الضيف دون سابق
إخبارٍ أو
إنذار وتُحيل البيت جحيماً .
أفلا ترضين برضى زوجك ثم برضى ربك ، وذلك بإكرامك لضيوف
زوجك وإحسانك
إليهم ؟
13و12 ـ لا تكثري جداله لا تكثري جداله لا تكثري جداله ) هامة جدا جدا(
هناك نوع من الزوجات لا تطيع الزوج في أمر إلا بعد أن
يتنفس الصعداء من
جراء جدالها معه ومناقشتها إياه ، والحياة بهذه الطريقة
لا تستقيم ،
فالجدال يعمل على اختلاف القلوب ، وكثرته تؤدي إلى
النُّفرة.
ومع كثرة الاختلاف تختلف القلوب ولا يعرف الحب طريقه إليه
، ولا يكون
هناك معنى للطاعة إذا كانت الزوجة لا تطيع زوجها في أي
أمر إلا بعد
نقاشٍ أو جدال .
قيل : يا رسول الله ، أي النساء خير ؟ قال : { التي تسره
إذا نظر ،
وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ، ولا
في ماله بما يكره } .
14 ـ احذري أن تسأليه الطلاق لخلاف شجر بينكما :
الرجال فيهم صفة العناد ربما أكثر من بعض النساء ، وقد
تظن الزوجة في
لحظة غضب وطيش أنها حين تسأل زوجها الطلاق ، فسوف يخاف
ولن يفعل !!.
إنها بذلك تتحداه لأنها تعلم أنه سوف يفكر ألف مرة قبل أن
يفعل هذا
الأمر ، لكن الذي لا تعلمه أنه ربما يأخذه العناد ويطلقها
بالفعل ،
ويكون هذا القاصمة للعلاقة الزوجية ، وقد يراجعها الزوج
بعد هدوء
الأعصاب ، لكن هل ستصبح العلاقة بينهما كما كانت من قبل
؟!!
لذلك كان تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من عاقبة ذلك
الأمر ، في
الحديث الصحيح : { أيما امرأة طلبت من زوجها الطلاق من
غير بأس ، فحرام
عليها رائحة الجنة } .
15 ـ أعيني زوجك على بر والديه :
يحدث كثيراً أن تغضب الزوجة لكلام أم زوجها ، وربما يحدث
هذا لشدة
حساسيتها تجاهها ، وربما تطور الأمر إلى حدوث مشكلات
بينهما ، ويقع
الزوج في موقف لا يحسد عليه ، فهذه أمه وهذه زوجته ، وقد
تكون أوجه
الخلاف سطحية وتافهة ولا تستدعي ما يحدث .
وقد تكون طلبات أم الزوج في كبر سنها كثيرة ولديها حساسية
شديدة من
معاملة الزوجة ( زوجة الابن ) فعلى الزوجة أن تحلم معها
وتعتبرها مثل
والدتها فتحترمها وتقدرها وتصبر عليها ، ولتعلم أن كل ذلك
مدخر أمام
الله عزوجل ، وأنها بذلك تحسن الطاعة لزوجها بإحسانها
لأمه ، وحسن
معاملة الزوجة لأم زوجها سوف يعود علها بالحب من قبلها
ومن قبل الزوج ،
كيف لا ؟ وبر الوالدين من أجلِّ القربات عند الله عزوجل ،
وهذه الزوجة
الفاضلة في كل يوم لا تفتأ تعينه على هذا البر فيصبح بذلك
الحب لها
أعظم والقرب منها أكثر .
16 ـ لا تنظري إلى غيرك في أمور الدنيا :
بعض النساء همها الأكبر أن تقتني كل ماهو جديد ، وتنظر
لغيرها في تلك
الأمور المادية ، فهذه صديقتي قد اشترت هذا الشيء وأنا
أريد أن أشتريه
، فليست هي أفضل مني في شيء ، ولست أقل منها .
اعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن التسابق يجب أن يكون في
أمور الآخرة ،
وليس في أمور الدنيا ، قال الله تعالى : { وسارعوا إلى
مغفرة من ربكم
وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين } .
بينما في امور الدنيا يسير المرء على قدر حاجته ، ولا
ينظر إلى من سبقه
فيها ، قال صلى الله عليه وسلم : { انظروا إلى من هو أسفل
منكم ، ولا
تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة
الله عليكم } .
ولا يقصد من ذلك أن لا يسعى المرء إلى وضع أفضل مما هو
فيه إن كان
معسراً ، وإنما لا يكن همه الدنيا والنظر إلى غيره ،
والأجدر أن ينظر
إلى من هو أصلح منه ، فيبتغي الصلاح والمسارعة لإرضاء
الله عزوجل حتى
يفوز بنعيمي الدنيا والآخرة ،وأن يطلب العبد الدنيا
للآخرة ، فإذا رزقه
الله تصدق وعمل بحق الله فيه ، قال صلى الله عليه وسلم : {
ويل للنساء
من الأحمرين : الذهب والفضة } .
والمعنى أن الواجب على المرء أن يكون الشاغل إصلاح نفسه
وتربيتها على
الفضائل ثم يأتي إصلاح حاله الدنيوي في الطريق ، لا أن
يكون شغله
الشاغل ما يأكل وما يلبس وما يسكن مهملاً حقيقته ونفسه
وروحه .
17 ـ اشكري زوجك :
كلمة الشكر والثناء محببة للنفس ، مزيلة للهم ، مفرجة
للكرب ، وكم يشعر
الزوج بالسعادة لشكر زوجته إياه ، وربما تقول الزوجة :
وهل أشكر الزوج
على واجبه نحوي ؟
فأقول لها : نعم ، وما المانع أن تشكري زوجك على واجبه
نحوك !! أليس لو
قصَّر في واجبه يكون مُلاماً ؟! إذن فإن أدى واجبه فهو
مشكور ، ثم إن
الشكر يزيد المودة والنعمة والحب ، وهو واجب في حق الزوجة
لزوجها ، ومن
لا يشكر الناس لا يشكر الله كما جاء في الحديث الصحيح .
والشكر لا يكون باللسان فقط ، بل بالفعل والعمل ،
والإخلاص للزوج ، ومن
شكر الزوج ألا تعيب زوجته شيئاً فيه ، في أخلاقه مثلاً أو
صفاته ، وإذا
كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى الرجل بألا يقبح
زوجته ، فمن
بابٍ أولى أن المرأة لا يجوز لها أن تعيب شيئا في زوجها ،
ففضله عليها
كبير ، وحقه عليها عظيم.
على الزوجة ألا تعيب شيئاً اشتراه زوجها فإن ذلك يحزنه ،
بل يمكن أن
تخبره بما تحب بتجمل في الأسلوب من غير أن تسبب له إحراجا
.
18 ـ تعلمي فن التعامل مع الواقع :
علي الزوجة أن تتعامل مع متغيرات المنزل ومع ظروف الزوج(
الظروف
المادية والنفسية ) بكياسة وفطنة .
واعلمي أختي المسلمة أن الحياة كفاح ، فالنعمة لا تدوم
لأحد ، والأيام
تتقلب تقلب المِرجل إذا استجمع غليانه .
فإذا تقلبت بك الأيام فأبشري ولا تجزعي ، وكوني عوناً
لزوجك على نوائب
الدهر ، ولا تكوني عوناً لها عليه ، ولا تطلبي من زوجك
دائماً إمدادك
بوسائل الرفاهية أو الراحة ، وانظري إلى من سبقك من جيل
الأمهات
القدامى كيف كنَّ في قوة ، وكانت الواحدة منهن تقوى على
ما تقوى عليه
عشرة من نساء اليوم اللائي تعوَّدن الركون إلى الدعة
والراحة ، فخارت
عزائمهم من بعد ما خارت قواهم ، واذكري أن النبي صلى الله
عليه وسلم
حين طلبت منه ابنته فاطمة وزوجها علياً رضي الله عنهما ،
أن يمدهما
بخادم ، وكانت يد فاطمة رضي الله عنها قد تورَّمت من قسوة
الشغل بها في
البيت ، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن
أمرها بالذكر ،
ولم يمدهما بخادم .
19 ـ اعلمي أن الله مع الصابرين :
تتعرض الحياة الأسرية لنكبات ، وهذه سنة الحياة ، قال
تعالى : {
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس
والثمرات وبشر
الصابرين } .
ولتعلم الزوجة أن الصبر بالتصبر ، وأنها حين يراها الزوج
صابرة صامدة ،
تقوى عزيمته ، ويقوى على مواجهة الحياة ، ويزداد حبه
وإعزازه لها ، قال
صلى الله عليه وسلم : { من يتصبر يصبره الله ، وما أعطي
أحد عطاءاً
خيراً وأوسع من الصبر } .
والمرأة لما جبلها الله عليه من عاطفة جياشة فهي أسرع
للجزع من الرجل ،
وقد جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على امرأة مريضة
فوجدها تلعن
الداء ، فكره منها هذا وقال : { إنها ـ يعني الحُمة ـ
تذهب خطايا بني
آدم كما يذهب الكير خبث الحديد } .
وبعض الزوجات يكثرن الشكوى عند كل مُلِمة ، وبعضهن
يتمارضن كثيراً
وتشتكي بين لحظة وأخرى من أي شيء بسيط ، وهذه الشكوى
أيتها الزوجة تقلق
الزوج ، أفلا تكوني صبورة ؟! ألا تستطيعين تحمل ما يُلِم
بك بصبر جميل
من غير أن تكثري الشكوى للزوج ؟!
فما أجمل الصبر عند الزوجات .
20 ـ أعيني زوجك على طاعة الله :
نعمت الحياة الزوجية حين تعين الزوجة زوجها على طاعة الله
عزوجل ،
وتذكره بالآخرة وبالجنة والنار وبالنية الحسنة عند كل عمل
، وبالإخلاص
لله ومراقبته في كل حال .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : { رحم الله رجلاً قام من
الليل ، فصلى
وأيقظ أهله ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، رحم الله
امرأة قامت من
الليل فصلت وأيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء } .
وأخيراً : تلك كلمات نابعة من القلب لتلك الزوجة الصالحة
والتي أسأل
الله أن يزيدها نفعاً وبركة بعد قراءتها لهذا الموضوع
وتطبيقه في
واقعها وحياتها الزوجية ، فليس أجمل من أن تستضيء المرأة
بنور الكتاب
والسنة ، ولله الحمد أولاً وآخرا .
وأسأل الله أن يرزق بناتنا الأزواج الصالحين
وأن يرزق أبناءنا الزوجات الصالحات
آمين آمين آمين .
إن شاء الله تعالي في حياتها الزوجية :
1 ـ أن تناديه بأحب الأسماء إليه :
كل إنسانٍ يحب اسمه أو اسماً أو كنية يشتهر بها ، ويحب
كذلك أن ينادى
بها وبأحب الأسماء إليه ،
وهذا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم يقول لأم
المؤمنين عائشة رضي
الله عنها : { إني أعرف عندما تكوني غاضبة مني تقولي ورب
إبراهيم ،
وعندما تكوني راضية عني تقولي ورب محمد } .
2ـ أحسني اللقاء عند دخوله المنزل :
اللحظات الأولى لدخول الزوج المنزل يكون لها أبلغ الأثر
في سلوكه بقية
الوقت ، وحين تلقى المرأة زوجها متهللة الوجه مرحبة ،
تهوِّن عليه
التعب والكدح خارج البيت ، وتأملي أيتها الزوجة الكريمة
حال امرأة من
اهل الجنة كيف أحسنت لقاء زوجها عند رجوعه ولم تشأ أن
تعكر عليه صفو
فرحه بعودته إلى داره ، ألا وهي أم سليم بنت ملحان رضي
الله عنها .
فقد مرض ابنها أبو عمير ، وحضر زوجها أبو طلحة سفراً
مفاجئاً اضطر أن
يغادر المدينة ، فتطمئن زوجها أن ابنها بخير حتى لا يتعطل
عن سفره ،
ويسافر الزوج ويشتد المرض على الوليد فيُسلم روحه لباريها
، ويحكي
ابنها أنس فيقول : قالت لأهلها : لا تحدثوا أبا طلحة
بابنه حتى أكون
أنا أحدثه ، فجاء فقربت إليه العشاء فأكل وشرب ، ثم تصنعت
إليه أحسن ما
كانت تصنع قبل ذلك ، فوقع بها ، فما رأت أنه قد شبع وأصاب
منها ، قالت
: يا أبا طلحة ، لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت
فطلبوا عاريتهم ،
ألهم أن يمنعوهم ؟ قال : لا ، قالت : فاحتسب ابنك ، قال :
غضب أبو طلحة
، وانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره
بما كان ،
فقال : صلى الله عليه وسلم :
{ بارك الله لكما في غابر ليلتكما } قال أنس : فحملت
وأنجبت بعد ذلك
عشرة أولاد كلهم يقرأون القرآن .
3 ـ أن يراكِ في أحسن صورة :
أوصت أم إياس بنت عوف ابنتها ليلة زفافها وكان مما قالت :
( فلا تقع
عينه منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح ) .
وأوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته فقال مما قال :
( وعليك
بالكحل ، فإنه أزين الزينة ، وأطيب الطيب الماء ) .
وقالت إحداها لابنتها : ( عطري جلدكِ وأطيعي زوجك واجعلي
الماء آخر
طيبِكِ ) .
والرجل حين يرى زوجته في هيئة تعجبه يزداد حبه لها وقربه
منها .
وكيف تبدوا الزوجة في أحسن صورة ؟
أ ـ الابتسامة : كم يشرق الوجه حين تعلوه البسمة ، وكم
يشعر المرء
بالسرور حين تقابله زوجته بابتسامة رقيقة تزيل عنه همَّ
الطريق وعناء
المسير ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : { وتبسمك في وجه
أخيك صدقة }
.
ب ـ العطر : حين يدخل الرجل بيته فيرى زوجته في أحسن هيئة
مبتسمة
يسبقها عطر جميل ورائحة زكية ، حينذاك ترتاح نفسه ويهدأ
باله ويحمد
الله على نعمه ، وقد كان عليه الصلاة والسلام يحب الطيب ،
ويضع أحسن
الروائح ، وقد أوصى بالعطر ، فالرائحة الزكية لها أثر
السحر على النفس
الإنسانية .
ج ـ إكرام الشعر : وإكرامه تصفيفه ، وتسريح الرأس سنة
حسنة ، ومأمور
بها الرجال قبل النساء فكيف بالزوجة ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم : { إذا أطال أحدكم الغيبة فلا
يطرقن أهله
ليلاً } وفي رواية : { نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً كي
تمشط الشعثة
وتستحد المعينة } .
د ـ نظافة الثوب : ألا تقابل زوجها بثياب المطبخ أو بثياب
كانت تلبسها
أثناء تنظيف البيت ، فلذلك أبلغ الأثر عند الزوج ، ولبس
اللون الذي
يحبه الزوج من الثياب يحبب فيك زوجك ويقربك من قلبه .
هـ ـ نظافة الأسنان : الفم مكان تنمو فيه البكتريا بسرعة ،
إن لم تتم
العناية به وتنظيفه من بقايا الطعام ، وقد اوصى الإسلام
باستعمال
السواك ، وكان يستعمله صلى الله عليه وسلم ويوصي به
أصحابه وزوجاته
رضوان الله عليهم جميعاً .
حاولي أيتها الزوجة أن تحافظي على السواك ، ولا بأس
باستعمال فرشاة
الأسنان والمعجون ، حتى يطهر الفم وتزكوا رائحته وتصبح
الأسنان لامعة
ناصعة ، فكم تعطي جمالاً للوجه ؟
4 ـ أحبي ما يحبه :
إن حبك لما يحب زوجك من أنواع الطعام والشراب وغيرها له
أكبر الأثر في
التقارب الوجداني بينكما وله أكبر الأثر في زيادة حب زوجك
لكِ .
5 ـ لابد من المجاملة :
تعلمي كيف تتوددي إليه وتجامليه وتمدحينه ، فالرجال يحبون
المديح
والثناء كما يحبه النساء ، فقولي له مثلاً : إنني فخورة
بك ، أنت عندي
أغلى إنسان في الدنيا ، وأحب إنسان إلى قلبي ، أنت صديقي
وحبيبي وزوجي
الغالي .... الخ .
ولا أقصد من قولي أن تجامليه أنك غير مقتنعة بتلك الكلمات
التي ذكرتها
، وإنما يجب أن يكون لك زوجك كما تقولين ، ولكن الكلام
نفسه يأخذ شيئاً
من المبالغة ، فلا بأس من ذلك .
6 ـ احذري وقت النوم ووقت الجوع :
عندما يريد الإنسان أن يخلد إلى النوم يكون قد بلغ منه
التعب مبلغه ،
وتقل قدرته على التركيز ، وتضيق أخلاقه ، فإياك أن تختلقي
مواضيع
للمناقشة في هذا الوقت ـ وتلحين عليه أن يسمع لك ويدلي
يرأيه ، كذلك
وقت الجوع ، فيكون كل همه أن يأكل ويسد جوعته ، ويذكر
علماء النفس أن
الإنسان حال جوعه يفسر ما يراه على أنه يشبه كذا من انواع
الطعام ،
وكذلك ما يشمه من روائح ، فالجائع تنطلق مشاعره كلها نحو
الطعام ،
وصدقت أم امامة بنت الحارث حين قالت : ( فالتفقد لوقت
منامه وطعامه ،
فإن تواتر الجوع ملهبة ، وتنغيص النوم مغضبة ) .
7 ـ لا تعكِّري أوقات الصفاء :
يقول البعض : ( والعتاب في أوقات الصفاء من الجفاء )
فقد تعمد الزوجة إلى عتاب زوجها عند قدومه من خارج البيت
لتأخره أو
لعدم احضار المطلوب ... الخ ، وهذا من تعكير الصفو ، وسوء
الفهم ، لقد
أوصدت هذه الزوجة بسلوكها أبواب القبول والرضا عند الزوج
....
( كما تظن زوجة حريصة أن أوقات الصفاء مع الزوج هي
المناسبة لمعاتبته
على أمورٍ أخَّرتها بحرص حتى ذلك الوقت المناسب ، وهذا
خطأٌ شائع تقع
فيه الزوجات ، فعليها أن تعلم أن أوقات الصفاء مع قلتها
فرصة للهناء
والسرور والبهجة ، وليست فرصة للكدر وتعكير الصفو وتغيير
النفس ) .
أيتها الزوجة المخلصة : إن كثرة العتاب تورث البغض ، ويجب
عليك ان
تتنازلي قليلاً وتقبلي لزوجك بعض العثرات ، وتذكري حين
قال أحد السلف
لأخيه : تعال يا أخي نتعاتب ، فرد عليه قائلاً : بل قل يا
تعال أخي
نتغافر ، فليغفر بعضنا لبعض ولنتسامح ، ولنعش لحظات الحب
بكل الحب
والسعادة .
8 ـ إياكِ أن تَمُنِّي عليه :
قد تكون الزوجة عاملة ، وتدخل البيت مقدراً من المال ،
وربما يصدر منها
بقصد أو بغير قصد ما يدل على أنها تمُنُّ عليه بهذا ،
وهذا فيه من
الإساءة للرجل ما فيه ، وقد يكون معسراً لا يكفي وحده
حاجاتها ، بخاصة
إذا كانت ترهق نفسها وبيتها بالكماليات ، ومنُّ المرأة
على زوجها
بمساعدتها في المنزل يسيء للزوج ويؤذي مشاعره ، ويحدث
شرخاً في العلاقة
الزوجية لا يلتئم ، وجرحاً لا يندمل ، ولتعلم الزوجة أنها
ووقتها كله
ملكاً لزوجها ، وله في ذلك المال حق ، ولا يجوز أن تمُن
عليه بذلك ،
وقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله
عليه وسلم
كانت تضع مالها كله تحت يده عليه الصلاة والسلام ، فكان
مما قاله في
حقها : { وواستني بمالها إذ حرمني الناس } .
9 ـ لا تذكري دائماً حالك في بيت أبيك قبل الزواج ممتنة
على زوجك :
بعض الزوجات تعمد دائماً أن تقول : لقد كنت ألبس في بيت
أبي كذا ، وآكل
كذا ، وكنا نفعل كذا ، ... وهي تقصد بذلك أنها بعد زواجها
منه تغير
حالها إلى الأسوأ ، وهذا فيه نوع من عدم الرضا بالواقع
الذي تعيشه ،
وهذا أخطر شيء على استقرار الحياة الزوجية .
أقول لها : أين أنت أيتها الأخت الفاضلة من نساء السلف
الصالح حين كانت
توصي الواحدة منهن زوجها عند خروجه من بيته طالباً رزق
ربه ، فتقول له
: يا فلان ، اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا حلالاً ، فإنا
نصبر على
الجوع في الدنيا ولا نصبر على النار يوم القيامة .
ولتعلمي أيتها الزوجة المسلمة أنكِ بعدم رضاك عن عيشتك
وكلامك ذاك ، قد
تدفعين زوجك لأن يسلك غير سبيل المؤمنين فيقبل الحرام
فيخسر الدنيا
والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين ، واعلمي أن الأيام
دولٌ بين الناس ،
من سرَّه يومٌ ساءته أيام ، وأن السعادة في النفس وفي
الرضا والقناعة .
10ـ عليكِ بالقصد ولا تسرفي :
ما افتقر من اقتصد في عيشه وحياته ، ولم يسرف فالله لا
يحب المسرفين ،
والإسلام لا يحض على الفقر وترك زينة الحياة الدنيا ، قال
تعالى : { قل
من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق } .
ولكنه في الوقت ذاته لا يريد منهم أناساً متخمين ممتلئة
بطونهم بكل ما
لذ وطاب ويركنون إلى الدنيا ولذَّاتها .
إن الرجال الذين يتمتعون في التشبع والامتلاء ، ويبتكرون
في وسائل
الطهي وفنون التلذذ ، لا يصلحون لأعمالٍ جليلة ، ولا
ترشحهم هممهم
لجهادٍ أو تضحية .
وقد ابتلينا بأناسٍ كل همهم الطعام والشراب واللباس
والزينة ، فهم
يفتخرون بأنهم يأكلون ألواناً من الطعام لا يعرفها كثيرون
غيرهم ،
ويتكلمون باستعلاءٍ على الخلق ، وبعض النساء يكلفن
أزواجهن بشراء
العديد من الكماليات ، ويرهقن البيت المسلم بتحميله فوق
طاقته .
11 ـ أكرمي ضيفه فهو إكرام له :
قال صلى الله عليه وسلم : { من كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فليكرم
ضيفه } .
إكرام الضيف والسرور بلقاءه والترحيب به كل ذلك من
الإيمان ، وأن يقدم
المرء للضيف أحسن ما عنده من غير تكلفٍ ولا إسراف ، قال
تعالى : { ولقد
جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلام ٌ فما
لبث أن جاء
بعجلٍ حنيذ } .
وانظري أيتها الأخت الفاضلة إلى قوله تعالى : { فما لبث }
فهو الأسرع
بإكرام الضيف وعدم التباطؤ حتى لا يقلق ذلك الضيف .
حقاً ما أجمل وأروع ذاك الكرم ، أين نسوة الدنيا يأتين
فيشهدن أم سليم
، وهي تطفيء السراج ، وتبيت طاوية وتعلل الصبيان ليناموا ،
ثم تعطي
الضيف طعامها وطعام زوجها وأبناءها إكراماً لهذا الضيف ،
بينما تقيم
المرأة الدنيا وتقعدها على زوجها إن أحضر الضيف دون سابق
إخبارٍ أو
إنذار وتُحيل البيت جحيماً .
أفلا ترضين برضى زوجك ثم برضى ربك ، وذلك بإكرامك لضيوف
زوجك وإحسانك
إليهم ؟
13و12 ـ لا تكثري جداله لا تكثري جداله لا تكثري جداله ) هامة جدا جدا(
هناك نوع من الزوجات لا تطيع الزوج في أمر إلا بعد أن
يتنفس الصعداء من
جراء جدالها معه ومناقشتها إياه ، والحياة بهذه الطريقة
لا تستقيم ،
فالجدال يعمل على اختلاف القلوب ، وكثرته تؤدي إلى
النُّفرة.
ومع كثرة الاختلاف تختلف القلوب ولا يعرف الحب طريقه إليه
، ولا يكون
هناك معنى للطاعة إذا كانت الزوجة لا تطيع زوجها في أي
أمر إلا بعد
نقاشٍ أو جدال .
قيل : يا رسول الله ، أي النساء خير ؟ قال : { التي تسره
إذا نظر ،
وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ، ولا
في ماله بما يكره } .
14 ـ احذري أن تسأليه الطلاق لخلاف شجر بينكما :
الرجال فيهم صفة العناد ربما أكثر من بعض النساء ، وقد
تظن الزوجة في
لحظة غضب وطيش أنها حين تسأل زوجها الطلاق ، فسوف يخاف
ولن يفعل !!.
إنها بذلك تتحداه لأنها تعلم أنه سوف يفكر ألف مرة قبل أن
يفعل هذا
الأمر ، لكن الذي لا تعلمه أنه ربما يأخذه العناد ويطلقها
بالفعل ،
ويكون هذا القاصمة للعلاقة الزوجية ، وقد يراجعها الزوج
بعد هدوء
الأعصاب ، لكن هل ستصبح العلاقة بينهما كما كانت من قبل
؟!!
لذلك كان تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من عاقبة ذلك
الأمر ، في
الحديث الصحيح : { أيما امرأة طلبت من زوجها الطلاق من
غير بأس ، فحرام
عليها رائحة الجنة } .
15 ـ أعيني زوجك على بر والديه :
يحدث كثيراً أن تغضب الزوجة لكلام أم زوجها ، وربما يحدث
هذا لشدة
حساسيتها تجاهها ، وربما تطور الأمر إلى حدوث مشكلات
بينهما ، ويقع
الزوج في موقف لا يحسد عليه ، فهذه أمه وهذه زوجته ، وقد
تكون أوجه
الخلاف سطحية وتافهة ولا تستدعي ما يحدث .
وقد تكون طلبات أم الزوج في كبر سنها كثيرة ولديها حساسية
شديدة من
معاملة الزوجة ( زوجة الابن ) فعلى الزوجة أن تحلم معها
وتعتبرها مثل
والدتها فتحترمها وتقدرها وتصبر عليها ، ولتعلم أن كل ذلك
مدخر أمام
الله عزوجل ، وأنها بذلك تحسن الطاعة لزوجها بإحسانها
لأمه ، وحسن
معاملة الزوجة لأم زوجها سوف يعود علها بالحب من قبلها
ومن قبل الزوج ،
كيف لا ؟ وبر الوالدين من أجلِّ القربات عند الله عزوجل ،
وهذه الزوجة
الفاضلة في كل يوم لا تفتأ تعينه على هذا البر فيصبح بذلك
الحب لها
أعظم والقرب منها أكثر .
16 ـ لا تنظري إلى غيرك في أمور الدنيا :
بعض النساء همها الأكبر أن تقتني كل ماهو جديد ، وتنظر
لغيرها في تلك
الأمور المادية ، فهذه صديقتي قد اشترت هذا الشيء وأنا
أريد أن أشتريه
، فليست هي أفضل مني في شيء ، ولست أقل منها .
اعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن التسابق يجب أن يكون في
أمور الآخرة ،
وليس في أمور الدنيا ، قال الله تعالى : { وسارعوا إلى
مغفرة من ربكم
وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين } .
بينما في امور الدنيا يسير المرء على قدر حاجته ، ولا
ينظر إلى من سبقه
فيها ، قال صلى الله عليه وسلم : { انظروا إلى من هو أسفل
منكم ، ولا
تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة
الله عليكم } .
ولا يقصد من ذلك أن لا يسعى المرء إلى وضع أفضل مما هو
فيه إن كان
معسراً ، وإنما لا يكن همه الدنيا والنظر إلى غيره ،
والأجدر أن ينظر
إلى من هو أصلح منه ، فيبتغي الصلاح والمسارعة لإرضاء
الله عزوجل حتى
يفوز بنعيمي الدنيا والآخرة ،وأن يطلب العبد الدنيا
للآخرة ، فإذا رزقه
الله تصدق وعمل بحق الله فيه ، قال صلى الله عليه وسلم : {
ويل للنساء
من الأحمرين : الذهب والفضة } .
والمعنى أن الواجب على المرء أن يكون الشاغل إصلاح نفسه
وتربيتها على
الفضائل ثم يأتي إصلاح حاله الدنيوي في الطريق ، لا أن
يكون شغله
الشاغل ما يأكل وما يلبس وما يسكن مهملاً حقيقته ونفسه
وروحه .
17 ـ اشكري زوجك :
كلمة الشكر والثناء محببة للنفس ، مزيلة للهم ، مفرجة
للكرب ، وكم يشعر
الزوج بالسعادة لشكر زوجته إياه ، وربما تقول الزوجة :
وهل أشكر الزوج
على واجبه نحوي ؟
فأقول لها : نعم ، وما المانع أن تشكري زوجك على واجبه
نحوك !! أليس لو
قصَّر في واجبه يكون مُلاماً ؟! إذن فإن أدى واجبه فهو
مشكور ، ثم إن
الشكر يزيد المودة والنعمة والحب ، وهو واجب في حق الزوجة
لزوجها ، ومن
لا يشكر الناس لا يشكر الله كما جاء في الحديث الصحيح .
والشكر لا يكون باللسان فقط ، بل بالفعل والعمل ،
والإخلاص للزوج ، ومن
شكر الزوج ألا تعيب زوجته شيئاً فيه ، في أخلاقه مثلاً أو
صفاته ، وإذا
كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى الرجل بألا يقبح
زوجته ، فمن
بابٍ أولى أن المرأة لا يجوز لها أن تعيب شيئا في زوجها ،
ففضله عليها
كبير ، وحقه عليها عظيم.
على الزوجة ألا تعيب شيئاً اشتراه زوجها فإن ذلك يحزنه ،
بل يمكن أن
تخبره بما تحب بتجمل في الأسلوب من غير أن تسبب له إحراجا
.
18 ـ تعلمي فن التعامل مع الواقع :
علي الزوجة أن تتعامل مع متغيرات المنزل ومع ظروف الزوج(
الظروف
المادية والنفسية ) بكياسة وفطنة .
واعلمي أختي المسلمة أن الحياة كفاح ، فالنعمة لا تدوم
لأحد ، والأيام
تتقلب تقلب المِرجل إذا استجمع غليانه .
فإذا تقلبت بك الأيام فأبشري ولا تجزعي ، وكوني عوناً
لزوجك على نوائب
الدهر ، ولا تكوني عوناً لها عليه ، ولا تطلبي من زوجك
دائماً إمدادك
بوسائل الرفاهية أو الراحة ، وانظري إلى من سبقك من جيل
الأمهات
القدامى كيف كنَّ في قوة ، وكانت الواحدة منهن تقوى على
ما تقوى عليه
عشرة من نساء اليوم اللائي تعوَّدن الركون إلى الدعة
والراحة ، فخارت
عزائمهم من بعد ما خارت قواهم ، واذكري أن النبي صلى الله
عليه وسلم
حين طلبت منه ابنته فاطمة وزوجها علياً رضي الله عنهما ،
أن يمدهما
بخادم ، وكانت يد فاطمة رضي الله عنها قد تورَّمت من قسوة
الشغل بها في
البيت ، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن
أمرها بالذكر ،
ولم يمدهما بخادم .
19 ـ اعلمي أن الله مع الصابرين :
تتعرض الحياة الأسرية لنكبات ، وهذه سنة الحياة ، قال
تعالى : {
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس
والثمرات وبشر
الصابرين } .
ولتعلم الزوجة أن الصبر بالتصبر ، وأنها حين يراها الزوج
صابرة صامدة ،
تقوى عزيمته ، ويقوى على مواجهة الحياة ، ويزداد حبه
وإعزازه لها ، قال
صلى الله عليه وسلم : { من يتصبر يصبره الله ، وما أعطي
أحد عطاءاً
خيراً وأوسع من الصبر } .
والمرأة لما جبلها الله عليه من عاطفة جياشة فهي أسرع
للجزع من الرجل ،
وقد جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على امرأة مريضة
فوجدها تلعن
الداء ، فكره منها هذا وقال : { إنها ـ يعني الحُمة ـ
تذهب خطايا بني
آدم كما يذهب الكير خبث الحديد } .
وبعض الزوجات يكثرن الشكوى عند كل مُلِمة ، وبعضهن
يتمارضن كثيراً
وتشتكي بين لحظة وأخرى من أي شيء بسيط ، وهذه الشكوى
أيتها الزوجة تقلق
الزوج ، أفلا تكوني صبورة ؟! ألا تستطيعين تحمل ما يُلِم
بك بصبر جميل
من غير أن تكثري الشكوى للزوج ؟!
فما أجمل الصبر عند الزوجات .
20 ـ أعيني زوجك على طاعة الله :
نعمت الحياة الزوجية حين تعين الزوجة زوجها على طاعة الله
عزوجل ،
وتذكره بالآخرة وبالجنة والنار وبالنية الحسنة عند كل عمل
، وبالإخلاص
لله ومراقبته في كل حال .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : { رحم الله رجلاً قام من
الليل ، فصلى
وأيقظ أهله ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، رحم الله
امرأة قامت من
الليل فصلت وأيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء } .
وأخيراً : تلك كلمات نابعة من القلب لتلك الزوجة الصالحة
والتي أسأل
الله أن يزيدها نفعاً وبركة بعد قراءتها لهذا الموضوع
وتطبيقه في
واقعها وحياتها الزوجية ، فليس أجمل من أن تستضيء المرأة
بنور الكتاب
والسنة ، ولله الحمد أولاً وآخرا .
وأسأل الله أن يرزق بناتنا الأزواج الصالحين
وأن يرزق أبناءنا الزوجات الصالحات
آمين آمين آمين .