السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
الحمدلله والصلاة والسلام
على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هل تعلم أن الإيمان بالغيب
أحد وأهم ركائز عقيدتنا السمحة الطاهره
والملائكة الكرام على تنوع
وظائفهم أُمرنا أن نؤمن بوجودهم
ومنهم حملة عرش الله ::
فما
العرش ؟
ومن هم حملة العرش ؟ وما عملهم ؟
أما العرش ::
فهو
عرش الرحمن جل جلاله الذي هو سقف المخلوقات وأعظمها وأوسعها وأحسنها
وأقربها إلى الله تعالى ، وهو سبحانه وتعالى مستو على عرشه سبحانه وتعالى
استواءً يليق بجلاله عز وجل.
وأما حملة العرش فهم صنف من الملائكة
شرفهم الله بهذا الشرف العظيم
ويتمثل هذا الشرف في أمور منها حمل
عرش الرحمن ::
ومنها قربهم من الله سبحانه وتعالي
وعدد
الملائكة حملة العرش ثمانية مصداق ذلك في كتاب الله
(
وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ
يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ)
أما دعاء حملة العرش ومن حوله فهو ما جاء
في كتاب الله ::
( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ
يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ
لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا
وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً
وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ
عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا
وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ
الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ
وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ (
وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ
رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
يخبر الله سبحانه
وتعالى عن كمال لطفه بعباده المؤمنين وما قيض لأسباب سعادتهم
من
استغفار الملائكة المقربين لهم ودعاؤهم لهم بما فيه صلاح دينهم وآخرتهم .
لقد
جاء أولئك الملائكة بأنواع من العبادات التي يحبها الله
تمثلت فى
تعظيم لله وتنزيهه بتسبيحه وتحميده ، ومن ثم دعائه بإسمائه الحسنى
وفى
الآيات كمال أدب الملائكة مع ربهم سبحانه وتعالى بإقرارهم بربوبيته
وبيان
حاجتهم وفقرهم إليه جل جلاله .
( يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ
) ،
إنه ذكر عظيم، أجره كبير وقد جاء في فضل هذا الذكر
أحاديث
كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
و روى الامام مسلم أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم سئل
أي الكلام أفضل ؟
قال ما أصطفى
الله لملائكته أو لعباده : سبحان الله وبحمده
هذا أقره النبي صلى
الله عليه وسلم, فدل على أن الملائكة الكرام يحملون العرش وفي هذا
دليل على
أن العرش مخلوق وأنه محمول تحمله هذه الملائكة هؤلاء، ولا شك أن حملهم له
بأمر ربهم، ولو لم يكن الله تعالى فوق عرشه لكان حملهم له عبثا, وبدون
فائدة, فدل ذلك على
أن الرب سبحانه فوق عرشه استوى على العرش كما شاء, وأمر
الملائكة أن يحملوا العرش,
ومع ذلك فإن العرش لا يحيط به -بعظمته- إلا
مَنْ خلقه
ذكر الله تعالى الكرسي, قال تعالى: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وذكر ابن عباس وغيره
أن الكرسي كالمرقاة بين يدي
العرش, مع سعة الكرسي الذي اتسع للسماوات السبع,
والأرضين السبع, فإنه
صغير بالنسبة إلى العرش, ومع ذلك فإن هذا العرش الذي هذه
عظمته تحمله
الملائكة الكرام, وكيف حملوه؟
لا شك أنهم ما حملوه إلا بأمر الله,
وبتقوية الرب تعالى لهم
ذكر أنه لما خلقهم الله وقال: خلقتكم لحمل
عرشي, قالوا: وكيف نحمل عرشك وأنت رب
العالمين؟ فقال: قولوا: سبحان الله
وبحمده حتى تَحْمِلُوه, فما استطاعوا أن يحملوه إلا
بالتسبيح, لما أنهم
يسبحون الله ويحمدونه, ويكبرونه, ويُجِلُّونه, ويُعَظِّمُونه, كان ذلك سببا
في قدرتهم وقوتهم حتى حملوا هذا العرش, مع عظمته, ومع ارتفاعه, وكون الرب
سبحانه
وتعالى مستويا على عرشه
وردت كما سمعنا هذه الأدلة في عظمة
هؤلاء الملائكة حملةِ العرشِ, وأن منهم إسرافيل وهو
الْمُوَكَّلُ بالنفخ في
الصور, وأن زاوية من زوايا العرش على عاتقه, وأن رأسه قد خرق
السماء
السابعة, وأن قدميه تحت الأرض السابعة السفلى, فكيف تكون عظمته؟
وهكذا
ما سمعنا من هذه الآثار في عظمة هؤلاء الملائكة، وذلك ما ذُكِرَ من أن
مسيرة ما بين
عاتق أحدهم إلى ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة خمسمائة سنة
وكذلك عظمة أجسادهم
بهذه المسافات المسيرة, يعني: المسيرة معتادة, الإنسان
لو سار إلى طرف الدنيا يمكن أن
يستغرق في سيره مثلا ثمانين سنة, أو مائة
سنة. إذا قلنا: إنه يسير من طرف الأرض إلى
طرفها, فكيف بمسيرة مائتي سنة؟
خمسمائة سنة؟ خمسة آلاف سنة؟ أو خمسين ألف سنة؟
لا شك أن هذا دليل
على عظمة خلقهم, إذا كان هذه عظمة خلقهم. ورد أن ما بين السماء الدنيا
والأرض مسيرة خمسمائة سنة, من الأرض التي نحن عليها, إلى السماء الدنيا
التي رُكِّبَتْ
فيها هذه النجوم والشمس والقمر مسيرة خمسمائة سنة, وأن ما
بين كل سماء والتي تليها
مسيرة خمسمائة سنة, وأن ما بين الأرض وبين الأرض
الأخرى مسيرة خمسمائة سنة,
ونحن لا نعلم أين الأرض الأخرى التي ذكر
الله؟ حيث أخبر بأن الأرضين سبع, قال تعالى:
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ
سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ أي: سبع أرضين, فكل مسافة
ما بين أرض
إلى أرض خمسمائة سنة وما بين سماء إلى سماء خمسمائة سنة، وقالوا
أيضا: إن كثف كل
سماء يعني غلظها مسيرة خمسمائة سنة, فمن يحيط بهذه
المخلوقات إلا الذي خلقها وأوجدها ؟
لا شك أن هذا دليل على عظمة
هذه المخلوقات, وأما هذه الآثار وهذه النقول التي ذكرت فقد
يقال أن الكثير
منها أسانيده ضعيفة لا تصح, والكثير منها أيضا من الإسرائيليات كالتي
رُوِيَتْ عن وهب بن مُنَبِّهٍ ونحوه ممن ينقلون عن كتب بني إسرائيل, فإنها
لا تُعْتَمَدُ كدليل
يدخل في العقيدة, ولكن قد يغني عنها ما ذكره الله
تعالى من الأدلة الأخرى التي تدل على عظمة الملائكة, وعظم خلقهم, ومن
جملتهم الذين يحملون العرش.
حملة استغفار مليون مسلم