صبــــــــــــــــــــــــــاح الغدر ايها الحب | ||
أتذكر يوم أهديتني زهرة وطبعت على يدي قبلة ووعدتني بالوفاء
وجمعنا من الياسمين والأقحوان وصنعنا منه جنة .. وجلسنا إلى البحر ننهل من
خيال جميل ونرسم أحلام الأطفال البريئة تثملنا الأماني وتسكرنا النشوة ..
ولما نثمل من الحب نمضي عبر الطريق الطويل لا نعبأ بصخب الحياة ولا بضوضاء
الدنيا , كانت يدك في يدي مثل عصفور صغير أضناه دفء جميل في شتاء بارد كنت
عشك وكنتِ عصفوره الجميل ..
كنا نمضي سويا خطوة بخطوة .. بسمة ببسمة.. خفقة بخفقة .. كان ذاك يوم وقد مضى . مضى تعيسا حين طعن على حين غرة , مات حبنا الجميل وسقط
صريعا في حين غفلة لم يسقط شهيدا ’ ولكنه قضى صريعا بغدر طعنة .
لما أتعبتني الحياة أسندت رأسي صدرك , مثل طفل نظرت في عيونك فرأيت عيون ابي , ولما اطمأن لك ِ القلب بعد شقاء السنين امتد غدرك الى ظهري بطعنة
.... إستقمت ... تمايلت .. تململت وانتفضت مثل طير ذبيح من هول ساعدك القوي
ومن هول الصدمة , بحثت في عيونك عن عيون ابي فوجدت نارا وحمم ... بحثت عن
لمسة حنانك فوجدت خنجرا يقطر دما ..
وكبر السؤال بحجم السماء وبحجم الصدمة .. وسألت مثل المحتضر , ليس عن الحب
الذي أفل .. ولا عن الخنجر الذي قتل .. بل عن قلبك الذي غدر .. ومضى أمس
جميل مثل حلم , وصباح للغدر أيها الحب .