بين التكنولوجيا والمادة لا وقت لفارس الأحلام
رغم أن الرومانسية بكل صورها ومعانيها تحسن الصحة النفسية وتزيد قدرة الإنسان على العطاء إلا أنها اختفت بين الأزواج, قد يقول البعض ساخراً "طبيعي أن تختفي بين الأزواج بعد أجازة العسل" لأنها من وجهة نظرهم مجرد مرحلة تنتهي بعد الزواج بأشهر عديدة .
لا شك أن لكل إنسان منطقا في الحياة, يعيش به حسب قناعاته ويكون قادرا خلالها على صنع السعادة وإدخال الرومانسية إلى حياته,و المرأة بصفة خاصة تؤثر بها الرومانسية بدرجة كبيرة, وتتحول بكلمة حلوة من حال إلى حال كمفعول السحر وتجعلها أكثر قوة, حيث أشارت أحدى الدراسات الأمريكية أن الكلمة الحلوة واحتضان المرأة مفيد للقلب, وقد خلص باحثون في جامعة نورث كارولينا درسوا حالات كل من الجنسين في 38 زوجا من الرجال والنساء, إلى أن الاحتضان يؤدي إلى ازدياد مستويات هرمون "الأوكسيتوسين", الذي يسمى "هرمون الارتباط", ويقلل من ارتفاع ضغط الدم, وبالتالي يؤدي إلى التقليل من مخاطر التعرض لأمراض القلب.
كما سجل ارتفاع كبير للهرمون لدى الأزواج المحبّين, مقارنة بالأزواج الآخرين, وظهر أيضا انخفاض في معدلات هرمون "الكورتيزول" لدى النساء بعد الاحتضان إضافة إلى تدني ضغط الدم لديهن.
زهور الحب
فلا تبخل عزيزي الزوج على نصفك الآخر بكلمة حانية أو زهرة فواحة, وخاصة بعد أن أكدت الجمعية الأميركية للزهور في استفتاء حول الحياة العاطفية للمرأة ومدى تأثير الزهور على حالتها المزاجية أن الزهور لها تأثير قوي وإيجابي على الصحة العاطفية والنفسية للمرأة وأيضا على شعورها بالرضا لأن رؤية الزهور تعطي دائما إشارة بالبهجة للمخ فتبدو على الشخص علامات الراحة النفسية والسعادة وهو ما أكده المشاركون في الاستفتاء عندما أعلنوا أن أي شخص حتى ولو كان يشعر بالاكتئاب عندما يتلقى باقة من الزهور لا يملك سوى الابتسامة والفرحة عند استلامها.
كما أن الزهور تزيد من قوة الارتباط بين الزوجين, وحين يقدمها الزوج إلى زوجته بذلك يقول لها أنه يحبها وأنها مهمة بالنسبة له وأنه سعيد في حياته معها فهي رسالة حب بليغة دون كلمات.
وإذا اعتبرنا أن اختفاء الرومانسية أمر قد يحدث أو شائع بين الأزواج, فهذا الأمر ربما اختفى بين هذا الجيل من الشباب بسبب الضغوط بجميع أنواعها التي جعلتهم أكثر عقلانية وعملية حتى في الزواج, فإذا نظرنا إلى بنات القرن الماضي لوجدناهن يبحثن عن شريك رومانسي ويعشن أحلام اليقظة إلى أن تأتي اللحظة التي تنعم بصحبة الحبيب وشريك الحياة.
ضغوطات
وعن تفكير شباب اليوم يقول الاختصاصي النفسي جهاد محمود : " شباب اليوم معذورون في تفكيرهم, لأن كل ما يحدث من متغيرات حولهم تعود إلى تقييم الأمور بمعايير مادية, وسرعة إيقاع الحياة تجعل الإنسان بدرجة كبيرة لا يأخذ وقته في التفكير, أو الإحساس بكل شيء يقترب منه, ويمس حياته".
وأشار محمود إلى أن " الشباب لا يأخذ الفرصة في التعامل مع الأشياء, وخاصة التفاعل الوجداني, فالتعمق في الحب شيء والارتباط به شيء, كما أن كثيراً من الدراسات تشير إلى أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بدون عواطف, وإذا فعل ذلك فإنه غالبا ما يدفع ثمن ذلك من صحته النفسية, وأيضا من قدراته على التوافق مع الحياة".
أحلام اليقظة
ومع اختفاء الرومانسية اختفت أحلام اليقظة التي يمتلكها الإنسان ويفرغ بها طاقاته, السبب أرجعه الدكتور محمد أحمد عويضة أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر بحسب جريدة " الأهرام" إلى اقتحام التكنولوجيا في عصر العولمة حياتنا, وأحداثها تغيرات جذرية لهذه الأحلام, وبرغم الميزات العديدة للإنترنت والموبايل والقنوات الفضائية, فإنها أثرت على حياتنا بشكل سلبي, فقد حرمتنا من نعمة الخيال وسلبتنا الأحلام, وعلى سبيل المثال نجد أن التليفون العادي كان ولا يزال يسمح للفرد بتخيل صورة محدثة, بينما التليفون المحمول المزود بكاميرا يحرمه من التصور والتخيل, كما أن الكمبيوتر يسمح بالدردشة عبر شبكة الإنترنت بالصوت والصورة فيقتل مع الوقت نعمة التخيل, واستخدام الشباب للتكنولوجيا بإستمرار ولساعات طويلة يحرمهم من ترك العنان لخيالهم ومن نعمة التأمل, ويقضي على أحلام يقظتهم التي هي مصدر المواهب والإلهام, أضف إلى ذلك الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع بشكل عام, والشباب بشكل خاص والتي جعلت الحلم يهرب منهم, فاتجهوا بشدة نحو الواقعية, وأصبح خريجو الجامعة لا يحلمون بالوظائف المرموقة, ولكن فقط ينعمون بالعمل المتاح.
يقول د. عويضة : فتاة هذا الزمن أصبحت لا تحلم بفارس الأحلام الذي يحملها على حصان أبيض إلى بيتها الصغير السعيد, إنما صارت تحلم بالفيلا الفاخرة والسيارة الفارهة والثروة المتضخمة, ولا تبحث عن العواطف إنما عن الماديات, ونجد الكثير من فتيات اليوم لا يستجبن بسهولة للكلام الرومانسي الجميل, ولكن لسان حالهن يقول: هات من الآخر عندك إيه ?! ها تقدم لي إيه? ثروة.. ولا سلطة أم معرفتك خسارة?!!
ويؤكد د. عويضة أن أحلام اليقظة لها وظيفة نفسية غاية في الأهمية وفي جميع الأعمار, ولكن من الطبيعي أن تقل تدريجيا فكلما تقدم الانسان في العمر وزادت خبرته وإمكانياته, استطاع أن يحقق الكثير من أحلامه ورغباته, وبالتالي تقل احلام اليقظة, لأنه قد تم تحقيق معظمها بالفعل, ولكننا رغم ذلك نقول للأفراد والمجتمعات التي لا تحلم: إنهم قد حكموا على أنفسهم بعدم التطور, لأن التطور دائما يأتي بفكرة حلمنا بها ذات يوم, وكما قال الرئيس الأمريكي أوباما في كتابه أنا عندي حلم.. فالخروج من المصاعب الاقتصادية والاحباطات في جميع المجتمعات لا يتحقق إلا بتمسكنا بأحلامنا على مستوى الفرد أو على المستوى القومي.
وينصح د.عويضة الشباب والفتيات بعدم التخلي عن أحلام اليقظة, لأنها تنشط الخيال وتجعل الاحاسيس والمشاعر الإنسانية رقيقة ومرهفة, وينصح أيضا بعدم الاستغراق لساعات طويلة على الإنترنت والفضائيات, والحد من استخدام الموبايلات إلا للضرورة وليس للدردشة.
ويطالبهم بالعودة الى التأمل وكتابة الخواطر وأبيات الشعر وقراءة الكتب الأدبية, ومن المفيد الجلوس في الشرفات في المساء والخروج الى المتنزهات حيث الطبيعة الخلابة الموحية, وتبادل أطراف الحديث والافكار الجيدة الجميلة, وكلها عادات تجعل أحلام اليقظة تنتعش وتتقد, حتى يمكن تحقيقها على أرض الواقع وتحويلها الى مزيد من النجاح والإنجازات.0
رغم أن الرومانسية بكل صورها ومعانيها تحسن الصحة النفسية وتزيد قدرة الإنسان على العطاء إلا أنها اختفت بين الأزواج, قد يقول البعض ساخراً "طبيعي أن تختفي بين الأزواج بعد أجازة العسل" لأنها من وجهة نظرهم مجرد مرحلة تنتهي بعد الزواج بأشهر عديدة .
لا شك أن لكل إنسان منطقا في الحياة, يعيش به حسب قناعاته ويكون قادرا خلالها على صنع السعادة وإدخال الرومانسية إلى حياته,و المرأة بصفة خاصة تؤثر بها الرومانسية بدرجة كبيرة, وتتحول بكلمة حلوة من حال إلى حال كمفعول السحر وتجعلها أكثر قوة, حيث أشارت أحدى الدراسات الأمريكية أن الكلمة الحلوة واحتضان المرأة مفيد للقلب, وقد خلص باحثون في جامعة نورث كارولينا درسوا حالات كل من الجنسين في 38 زوجا من الرجال والنساء, إلى أن الاحتضان يؤدي إلى ازدياد مستويات هرمون "الأوكسيتوسين", الذي يسمى "هرمون الارتباط", ويقلل من ارتفاع ضغط الدم, وبالتالي يؤدي إلى التقليل من مخاطر التعرض لأمراض القلب.
كما سجل ارتفاع كبير للهرمون لدى الأزواج المحبّين, مقارنة بالأزواج الآخرين, وظهر أيضا انخفاض في معدلات هرمون "الكورتيزول" لدى النساء بعد الاحتضان إضافة إلى تدني ضغط الدم لديهن.
زهور الحب
فلا تبخل عزيزي الزوج على نصفك الآخر بكلمة حانية أو زهرة فواحة, وخاصة بعد أن أكدت الجمعية الأميركية للزهور في استفتاء حول الحياة العاطفية للمرأة ومدى تأثير الزهور على حالتها المزاجية أن الزهور لها تأثير قوي وإيجابي على الصحة العاطفية والنفسية للمرأة وأيضا على شعورها بالرضا لأن رؤية الزهور تعطي دائما إشارة بالبهجة للمخ فتبدو على الشخص علامات الراحة النفسية والسعادة وهو ما أكده المشاركون في الاستفتاء عندما أعلنوا أن أي شخص حتى ولو كان يشعر بالاكتئاب عندما يتلقى باقة من الزهور لا يملك سوى الابتسامة والفرحة عند استلامها.
كما أن الزهور تزيد من قوة الارتباط بين الزوجين, وحين يقدمها الزوج إلى زوجته بذلك يقول لها أنه يحبها وأنها مهمة بالنسبة له وأنه سعيد في حياته معها فهي رسالة حب بليغة دون كلمات.
وإذا اعتبرنا أن اختفاء الرومانسية أمر قد يحدث أو شائع بين الأزواج, فهذا الأمر ربما اختفى بين هذا الجيل من الشباب بسبب الضغوط بجميع أنواعها التي جعلتهم أكثر عقلانية وعملية حتى في الزواج, فإذا نظرنا إلى بنات القرن الماضي لوجدناهن يبحثن عن شريك رومانسي ويعشن أحلام اليقظة إلى أن تأتي اللحظة التي تنعم بصحبة الحبيب وشريك الحياة.
ضغوطات
وعن تفكير شباب اليوم يقول الاختصاصي النفسي جهاد محمود : " شباب اليوم معذورون في تفكيرهم, لأن كل ما يحدث من متغيرات حولهم تعود إلى تقييم الأمور بمعايير مادية, وسرعة إيقاع الحياة تجعل الإنسان بدرجة كبيرة لا يأخذ وقته في التفكير, أو الإحساس بكل شيء يقترب منه, ويمس حياته".
وأشار محمود إلى أن " الشباب لا يأخذ الفرصة في التعامل مع الأشياء, وخاصة التفاعل الوجداني, فالتعمق في الحب شيء والارتباط به شيء, كما أن كثيراً من الدراسات تشير إلى أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بدون عواطف, وإذا فعل ذلك فإنه غالبا ما يدفع ثمن ذلك من صحته النفسية, وأيضا من قدراته على التوافق مع الحياة".
أحلام اليقظة
ومع اختفاء الرومانسية اختفت أحلام اليقظة التي يمتلكها الإنسان ويفرغ بها طاقاته, السبب أرجعه الدكتور محمد أحمد عويضة أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر بحسب جريدة " الأهرام" إلى اقتحام التكنولوجيا في عصر العولمة حياتنا, وأحداثها تغيرات جذرية لهذه الأحلام, وبرغم الميزات العديدة للإنترنت والموبايل والقنوات الفضائية, فإنها أثرت على حياتنا بشكل سلبي, فقد حرمتنا من نعمة الخيال وسلبتنا الأحلام, وعلى سبيل المثال نجد أن التليفون العادي كان ولا يزال يسمح للفرد بتخيل صورة محدثة, بينما التليفون المحمول المزود بكاميرا يحرمه من التصور والتخيل, كما أن الكمبيوتر يسمح بالدردشة عبر شبكة الإنترنت بالصوت والصورة فيقتل مع الوقت نعمة التخيل, واستخدام الشباب للتكنولوجيا بإستمرار ولساعات طويلة يحرمهم من ترك العنان لخيالهم ومن نعمة التأمل, ويقضي على أحلام يقظتهم التي هي مصدر المواهب والإلهام, أضف إلى ذلك الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع بشكل عام, والشباب بشكل خاص والتي جعلت الحلم يهرب منهم, فاتجهوا بشدة نحو الواقعية, وأصبح خريجو الجامعة لا يحلمون بالوظائف المرموقة, ولكن فقط ينعمون بالعمل المتاح.
يقول د. عويضة : فتاة هذا الزمن أصبحت لا تحلم بفارس الأحلام الذي يحملها على حصان أبيض إلى بيتها الصغير السعيد, إنما صارت تحلم بالفيلا الفاخرة والسيارة الفارهة والثروة المتضخمة, ولا تبحث عن العواطف إنما عن الماديات, ونجد الكثير من فتيات اليوم لا يستجبن بسهولة للكلام الرومانسي الجميل, ولكن لسان حالهن يقول: هات من الآخر عندك إيه ?! ها تقدم لي إيه? ثروة.. ولا سلطة أم معرفتك خسارة?!!
ويؤكد د. عويضة أن أحلام اليقظة لها وظيفة نفسية غاية في الأهمية وفي جميع الأعمار, ولكن من الطبيعي أن تقل تدريجيا فكلما تقدم الانسان في العمر وزادت خبرته وإمكانياته, استطاع أن يحقق الكثير من أحلامه ورغباته, وبالتالي تقل احلام اليقظة, لأنه قد تم تحقيق معظمها بالفعل, ولكننا رغم ذلك نقول للأفراد والمجتمعات التي لا تحلم: إنهم قد حكموا على أنفسهم بعدم التطور, لأن التطور دائما يأتي بفكرة حلمنا بها ذات يوم, وكما قال الرئيس الأمريكي أوباما في كتابه أنا عندي حلم.. فالخروج من المصاعب الاقتصادية والاحباطات في جميع المجتمعات لا يتحقق إلا بتمسكنا بأحلامنا على مستوى الفرد أو على المستوى القومي.
وينصح د.عويضة الشباب والفتيات بعدم التخلي عن أحلام اليقظة, لأنها تنشط الخيال وتجعل الاحاسيس والمشاعر الإنسانية رقيقة ومرهفة, وينصح أيضا بعدم الاستغراق لساعات طويلة على الإنترنت والفضائيات, والحد من استخدام الموبايلات إلا للضرورة وليس للدردشة.
ويطالبهم بالعودة الى التأمل وكتابة الخواطر وأبيات الشعر وقراءة الكتب الأدبية, ومن المفيد الجلوس في الشرفات في المساء والخروج الى المتنزهات حيث الطبيعة الخلابة الموحية, وتبادل أطراف الحديث والافكار الجيدة الجميلة, وكلها عادات تجعل أحلام اليقظة تنتعش وتتقد, حتى يمكن تحقيقها على أرض الواقع وتحويلها الى مزيد من النجاح والإنجازات.0