صيام عاشوراء يكفر الذنوب
صيام عاشوراء يكفر السنة التي قبله، قال صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عاشوراء، احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله».
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: «قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجى الله فيه موسى وبني اسرائيل من عدوهم، فصامه فقال: انا احق بموسى منكم، فصامه وامر بصيامه، وفي رواية: «فنحن نصومه تعظيما له» وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لئن بقيت الى قابل لأصومن التاسع. فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر ابن القيم وابن حجر في «الفتح» ان صيام عاشوراء على ثلاث مراتب: اكملها: ان يصام قبله يوم وبعده يوم، ويليها: ان يصام التاسع والعاشر ويليها: إفراد العاشر وحده بالصوم.
.. وَأَيْضاً عَاشوراء
موسى وعَبيدُ بني إسرائيل
بقلم: الشيخ يوسف القادري
وُلد موسى عليه السلام وبنو إسرائيل في مِصر قد استحكم فيهم الذل، وتغلغلت في أعماقهم نفسيةُ الخَدَم والعبيد جيلا ًبعد جيل، وتحكَّم فرعونُ وآلُه بمصائرهم بعدما صادر ثرواتِهم وعَزَلهم من المناصب والمراكز الحيوية، حتى كان فرعون يُذَبِّح أبناءَ بني إسرائيل الذكور في محاولة للتخلّص من النبي الذي أُشيع انتظاره. ومن عظمة قدرة الله: تقديرُه أن يتربَّى موسى في قصر فرعون, يتنفس فيه هواء الحرية ويترعرع في كَنف النفوذ والقوة، وفي الوقت نفسه يُعاد إلى أمه يُستَرضَع عندها بالأُجرة كما ورد في سورة القصص في القرآن الكريم...
وبعد مناورات بين موسى وفرعون، وكَرٍّ وفَرٍّ، ومحاولات لإقناع بني إسرائيل بوجوب الخضوع لله وَحْدَه والتحرر من الذل، وبأن ذلك ممكن، وأن فرعون لا يَبْلُغ أن يُغالِب قوةَ الله ويتحدى وُعودَه بنصر المؤمنين...
وبعد جهود امتدت نحو عشرين سنة من: «القَول اللَّيِّن» والتذكير والحوار مع فرعون، و«المناظرات» مع سَحَرته عَلَناً أمام الجماهير، و«الدعوة والتربية» مع بني إسرائيل الذين سحقهم الاستضعاف وابتعدوا عن إيمانهم ومقتضيات عقيدتهم.. بعد هذه السنوات ورغم المواجهة الشرسة من فرعون وممارسات التعذيب والقتل، ثَبَت سيدُنا موسى عليه السلام وثَبَّتَ مَن اتبعه من المؤمنين.
ثم خرج بقومه من مصر باتجاه فلسطين، فتجهَّز فرعون هذه المرة ليقود شعبه بنفسه لاستئصال «الشِّرذمة القليلة» الذين آمنوا بالله واستعصَوا على السيطرة، لينال شرف قَمع «إرهابهم» في نحو 600 ألف جندي. فلما رأى أتباعُ موسى أن البحرَ الأحمر مِن أمامهم وفرعونَ مِن ورائهم ظنوا أنهم في نهاية المطاف فقالوا: إنّا لَمُدْرَكون. فأجابهم موسى: كَلا, إنّ مَعِيَ ربي سيَهدينِ! فضرب البحرَ بعصاه فانفلق بإذن الله، فخاض موسى وأتباعُه اليابسةَ (قعر البحر)، أما فرعونُ فـ «رَكِب رأسَه» وأعماه الكِبْر ولم يَتُبْ ويَعتبِر أمام هذه الآية المعجزة، فخاض قعر البحر فانطبق فأغرقه الله وجنودَه الذين حَمَوا طغيانه وأرسَوا عرشَ ظلمه و«رَكِبوا الموجة» طَمَعاً بالرواتب أو لأن الواحد منهم «عَبْد مأمور»! بَدَل أن يواجهوا كُفرَه وإفساده، أو على الأقل ألا يعينوه. وهكذا نصر الله الفئة القليلة على الطغيان المستحْوِذ على القوة المادية والسلطة.
ولمّا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنوّرة رأى اليهود يصومون عاشوراء، فسأل عن سبب ذلك فقالوا: ذلك يوم نَجّى اللهُ فيه بني إسرائيل وموسى من فرعون. فقال صلى الله عليه وسلم: «نحن أحق بموسى منهم» وصام عاشوراء وسَنَّ صيامه، ولمخالفة اليهود أرشد إلى صيام التاسع من محرم مع العاشر.
فعندما نصوم ينبغي أن نتذكر لماذا نصوم وكيف استطاع موسى عليه السلام أن يحرِّر عبيد بني إسرائيل وأن يفعِّل الإيمان في قلوبهم، ويحمِّلَهم مسؤولياتهم حتى قادهم إلى إحدى محطات النصر. هكذا يمكن أن نفهم حقيقة عاشوراء وسُنّية الصيام فيه باختصار.
فضل صوم شهر المحرم وعاشوراء
• المسجد النبوي الشريف
الصوم في شهر محرم من أفضل اعمال التطوع، قال صلى الله عليه وسلم: أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل. رواه مسلم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه. متفق عليه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما، يوم عاشوراء؟ فقالوا: هذا يوم عظيم، أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا، فنحن نصومه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنحن أحق وأولى بموسى منكم. رواه مسلم. فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر بصيامه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله! انه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاذا كان العام المقبل، ان شاء الله، صمنا اليوم التاسع. قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم. وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل ذات يوم عن صوم يوم عاشوراء فقال: «يكفر السنة الماضية»، رواه مسلم. وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المحرم شهر الله. واضافته الى الله تدل على شرفه وفضله، فان الله تعالى لا يضيف اليه الا خواص مخلوقاته. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، وصوموا قبله يوما أو بعده يوما. ولذا قال بعض العلماء مراتب صومه ثلات: أكملها ان يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك ان يصام التاسع والعاشر، وعليه اكثر الاحاديث، ويلي ذلك افراد العاشر وحده بالصوم، قال الامام احمد بن حنبل رحمه الله: فان اشتبه عليه أول الشهر صام ثلاثة ايام، وانما يفعل ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر.
صيام عاشوراء يكفر السنة التي قبله، قال صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عاشوراء، احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله».
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: «قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجى الله فيه موسى وبني اسرائيل من عدوهم، فصامه فقال: انا احق بموسى منكم، فصامه وامر بصيامه، وفي رواية: «فنحن نصومه تعظيما له» وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لئن بقيت الى قابل لأصومن التاسع. فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر ابن القيم وابن حجر في «الفتح» ان صيام عاشوراء على ثلاث مراتب: اكملها: ان يصام قبله يوم وبعده يوم، ويليها: ان يصام التاسع والعاشر ويليها: إفراد العاشر وحده بالصوم.
.. وَأَيْضاً عَاشوراء
موسى وعَبيدُ بني إسرائيل
بقلم: الشيخ يوسف القادري
وُلد موسى عليه السلام وبنو إسرائيل في مِصر قد استحكم فيهم الذل، وتغلغلت في أعماقهم نفسيةُ الخَدَم والعبيد جيلا ًبعد جيل، وتحكَّم فرعونُ وآلُه بمصائرهم بعدما صادر ثرواتِهم وعَزَلهم من المناصب والمراكز الحيوية، حتى كان فرعون يُذَبِّح أبناءَ بني إسرائيل الذكور في محاولة للتخلّص من النبي الذي أُشيع انتظاره. ومن عظمة قدرة الله: تقديرُه أن يتربَّى موسى في قصر فرعون, يتنفس فيه هواء الحرية ويترعرع في كَنف النفوذ والقوة، وفي الوقت نفسه يُعاد إلى أمه يُستَرضَع عندها بالأُجرة كما ورد في سورة القصص في القرآن الكريم...
وبعد مناورات بين موسى وفرعون، وكَرٍّ وفَرٍّ، ومحاولات لإقناع بني إسرائيل بوجوب الخضوع لله وَحْدَه والتحرر من الذل، وبأن ذلك ممكن، وأن فرعون لا يَبْلُغ أن يُغالِب قوةَ الله ويتحدى وُعودَه بنصر المؤمنين...
وبعد جهود امتدت نحو عشرين سنة من: «القَول اللَّيِّن» والتذكير والحوار مع فرعون، و«المناظرات» مع سَحَرته عَلَناً أمام الجماهير، و«الدعوة والتربية» مع بني إسرائيل الذين سحقهم الاستضعاف وابتعدوا عن إيمانهم ومقتضيات عقيدتهم.. بعد هذه السنوات ورغم المواجهة الشرسة من فرعون وممارسات التعذيب والقتل، ثَبَت سيدُنا موسى عليه السلام وثَبَّتَ مَن اتبعه من المؤمنين.
ثم خرج بقومه من مصر باتجاه فلسطين، فتجهَّز فرعون هذه المرة ليقود شعبه بنفسه لاستئصال «الشِّرذمة القليلة» الذين آمنوا بالله واستعصَوا على السيطرة، لينال شرف قَمع «إرهابهم» في نحو 600 ألف جندي. فلما رأى أتباعُ موسى أن البحرَ الأحمر مِن أمامهم وفرعونَ مِن ورائهم ظنوا أنهم في نهاية المطاف فقالوا: إنّا لَمُدْرَكون. فأجابهم موسى: كَلا, إنّ مَعِيَ ربي سيَهدينِ! فضرب البحرَ بعصاه فانفلق بإذن الله، فخاض موسى وأتباعُه اليابسةَ (قعر البحر)، أما فرعونُ فـ «رَكِب رأسَه» وأعماه الكِبْر ولم يَتُبْ ويَعتبِر أمام هذه الآية المعجزة، فخاض قعر البحر فانطبق فأغرقه الله وجنودَه الذين حَمَوا طغيانه وأرسَوا عرشَ ظلمه و«رَكِبوا الموجة» طَمَعاً بالرواتب أو لأن الواحد منهم «عَبْد مأمور»! بَدَل أن يواجهوا كُفرَه وإفساده، أو على الأقل ألا يعينوه. وهكذا نصر الله الفئة القليلة على الطغيان المستحْوِذ على القوة المادية والسلطة.
ولمّا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنوّرة رأى اليهود يصومون عاشوراء، فسأل عن سبب ذلك فقالوا: ذلك يوم نَجّى اللهُ فيه بني إسرائيل وموسى من فرعون. فقال صلى الله عليه وسلم: «نحن أحق بموسى منهم» وصام عاشوراء وسَنَّ صيامه، ولمخالفة اليهود أرشد إلى صيام التاسع من محرم مع العاشر.
فعندما نصوم ينبغي أن نتذكر لماذا نصوم وكيف استطاع موسى عليه السلام أن يحرِّر عبيد بني إسرائيل وأن يفعِّل الإيمان في قلوبهم، ويحمِّلَهم مسؤولياتهم حتى قادهم إلى إحدى محطات النصر. هكذا يمكن أن نفهم حقيقة عاشوراء وسُنّية الصيام فيه باختصار.
فضل صوم شهر المحرم وعاشوراء
• المسجد النبوي الشريف
الصوم في شهر محرم من أفضل اعمال التطوع، قال صلى الله عليه وسلم: أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل. رواه مسلم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه. متفق عليه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما، يوم عاشوراء؟ فقالوا: هذا يوم عظيم، أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا، فنحن نصومه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنحن أحق وأولى بموسى منكم. رواه مسلم. فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر بصيامه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله! انه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاذا كان العام المقبل، ان شاء الله، صمنا اليوم التاسع. قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم. وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل ذات يوم عن صوم يوم عاشوراء فقال: «يكفر السنة الماضية»، رواه مسلم. وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المحرم شهر الله. واضافته الى الله تدل على شرفه وفضله، فان الله تعالى لا يضيف اليه الا خواص مخلوقاته. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، وصوموا قبله يوما أو بعده يوما. ولذا قال بعض العلماء مراتب صومه ثلات: أكملها ان يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك ان يصام التاسع والعاشر، وعليه اكثر الاحاديث، ويلي ذلك افراد العاشر وحده بالصوم، قال الامام احمد بن حنبل رحمه الله: فان اشتبه عليه أول الشهر صام ثلاثة ايام، وانما يفعل ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر.