بسم الله الرحمن الرحيم
عامر بن عبدقيس التميمي التابعي الجليل العابد الزاهد المشهور
والذي
سافر في قافلة ذات يوم فلما كان الليل جمع عامر متاعه ’ وربط فرسه بشجرة
وطوّل له زمامه وجمع له من حشائش الأرض ثم قام يصلي بين يدي الله سبحانه
وتعالى فتبعه أحد رفاقه لينظر أين يذهب عامر التميمي؟! وماذا يصنع؟! فقد
تكرر منه هذا الأمر كلما نام الناس أنسل من بينهم بهذه الصفة ثم ذهب
فوجده
مستقبل القبلة يصلي صلاة لا أحسن منها ولا أكمل ولا أخشع ، فلما صلى ما
شاء الله أن يصلي ، طفق يدعو الله ويناجيه ، فكان مما قال :اللهم إني
سألتك ثلاثاً فأعطيتني اثنتين ومنعتني واحدة ..
اللهم فأني أسألك هذه الواحدة حتى أعبدك كما أحب وأريد وأخذ يلح على الله في هذه الواحدة ...
فلما أنقضت الصلاة خرج له ذلك الرجل ففزع منه فزعاً شديداً وأخذ يتوسل إليه أن يستر عليه وقال: أستر ما رأيت مني ستر الله عليك .
قال : والله لا أستر عليك إلاّ أن تخبرني ما هذه الدعوات التي دعوت ؟...
قال : إن أخبرتك ، تستر علي ؟! .. قال : نعم
قال أما الأولى:: فدعوت الله أن يذهب من قلبي فتنة النساء ، فوالله الذي لا إله غيره ما أصبحت أبالي جداراً أم امرأة
وأما الثانية:: فدعوت الله تعالى أن يذهب من قلبي مخافة الرجال،فوالله ما أصبحت أخاف إلا الله.
وأما الثالثة والتي لم تجب :: فدعوة الله أن يذهب عني سنة النوم حتى أعبد الله عمري كله
سير أعلام النبلاء بتصرف
~~~~~~~~~
ذكر ابن القيم في روضة المحبين ::
عن
حصين بن عبدا لرحمن قال بلغني أن فتاً من أهل المدينة كان يشهد الصلوات
كلها مع عمر بن الخطاب وكان يتفقده إذا غاب ، فعشقته امرأة من أهل المدينة
، فذكرت ذلك لبعض نسائها فقالت أنا أحتال لك لإدخاله عليك فقعدت له في
الطريق فلما مر بها قالت له إني امرأة كبيرة في السن ولي شاة لا أستطيع أن
أحلبها...
فلو دخلت تحلبها لي ، وكانوا ارغب شي في الخير فدخل فلم
يرى شاة ،فقالت : اجلس حتى آتيك بها فإذا المرأة قد طلعت عليه فلما رأى
ذلك عمد إلى محراب في البيت فقعد فيه فراودته على نفسها فأبى وقال: اتقى
الله أيتها المرأة فجعلت لا تكف عنه ولا تلفت إلى قوله فلما أبى عليها
صاحت عليه فجاءوا فقالت :إن هذا دخل علي يريدني عن نفسي ، فوثبوا عليه
وجعلوا يضربونه وأوثقوه فلما صلى عمر الغداة وبينما هو على ذلك إذ جيء به
في وثاقه فلما رآه عمر قال (( اللهم لا تخلف ظني فيه )) فقال مالكم؟ ..
قالوا:
استغاثت امرأة بالليل فجئنا فوجدنا هذا الغلام عندها فضربناه وأوثقناه
فقال عمر رضي الله عنه : أصدقني ، قال:يا أمير المؤمنين كان من الأمر كذا
وكذا ،قال عمر رضي الله عنه : أتعرف العجوز؟ فقال نعم إن رأيتها عرفتها
فأرسل عمر إلى نساء جارته وعجائزهن فجيء بهنّ فلما مرت هذه العجوز قال:
هذه هي يا أمير ألمؤمنين فرفع عمر عليها الدرة وقال: اصدقيني ، فقالت له
القصة كما قال له الفتى ، فقال عمر: الحمد لله الذي جعل فينا شبيه يوسف
عليه السلام
روضه المحبين
عن حملة استغفار مليون مسلم
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]