بسم الله الرحمن الرحيم
عن سهل بن سعد
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من يضمن لي ما بين لحييه وما بين
رجليه أضمن له الجنة)) .
قال ابن حجر: الضمان بمعنى الوفاء بترك المعصية
. . . فالمعنى: من أدى الحق الذي على لسانه من النطق بما يجب عليه أو
الصمت عما لا يعنيه.
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: (( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما
بين المشرق)) . وفي رواية له: ((يهوي بها في نار جهنم))
قال
النووي: في هذا الحديث حث على حفظ اللسان ، فينبغي لمن أراد أن ينطق أن
يتدبر ما يقول قبل أن ينطق ، فإن ظهرت مصلحة تكلم، وإلا أمسك .
قال
ابن رجب: هذا يدل على أن كف اللسان وضبطه وحبسه هو أصل الخير كله ، وأن من
ملك لسانه فقد ملك أمره وأحكمه وضبطه.
وقال صلى الله عليه وسلم: (( إذا
أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا ، فإنما
نحن بك ، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا))
الغيبة ::
ذكر
النبي صلى الله عليه وسلم بأن
الغيبة إنما تقع فيما يكرهه الإنسان
ويؤذيه فقال: بما يكره
قال النووي في الأذكار مفصلاً ذلك: ذكر
المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو
خلْقه أو خُلقه أو ماله أو والده أو ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو
حركته أو طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو
الإشارة أو الرمز.
ومن الصور التي تعد أيضاً في الغيبة قال النووي: ومنه
قولهم عند ذكره : الله يعافينا ، الله يتوب علينا ، نسأل الله السلامة
ونحو ذلك ، فكل ذلك من الغيبة
ومن صور الغيبة ما قد يخرج من المرء
على صورة التعجب أو الاغتمام أو إنكار المنكر قال ابن تيمية: ومنهم من يخرج
الغيبة في قالب التعجب فيقول : تعجبت من فلان كيف لا يعمل كيت وكيت...
ومنهم من يخرج [النية في قالب] الاغتمام فيقول: مسكين فلان غمني ما جرى له
وما ثم له
الفرق بين الغيبة والبهتان والإفك ::
بّين النبي
صلى الله عليه وسلم الفرق بين الغيبة والبهتان, ففي الحديث "قيل: أرأيت إن
كان فيه ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته, وإن لم يكن فيه ما
تقول فقد بهته)) , وفي حديث عبد الله بن عمرو أنهم ذكروا عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم رجلاً فقالوا: لا يأكل حتى يُطعم, ولا يَرحل حتى يُرحل,
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اغتبتموه)) فقالوا: يا رسول الله: إنما
حدثنا بما فيه قال: ((حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه)) .
والبهتان إنما
يكون في الباطل كما قال الله : {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما
اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً} [الأحزاب:58].
والبهت قد
يكون غيبة، وقد يكون حضوراً ، قال النووي : "وأصل البهت أن يقال له الباطل
في وجه" .
قال الحسن: الغيبة ثلاثة أوجه كلها في كتاب الله : الغيبة
والإفك والبهتان.
فأما الغيبة فهو أن تقول في أخيك ما هو فيه ، وأما
الإفك فأن تقول فيه ما بلغك عنه ، وأما البهتان فأن تقول فيه ما ليس فيه.
الغيبة حرام بإجماع أهل العلم كما نقل ذلك النووي ::
واختلف
العلماء في عدها من الكبائر أو الصغائر ، وقد نقل القرطبي الاتفاق على
كونها من الكبائر لما جاء فيها من الوعيد الشديد في القرآن والسنة ولم يعتد
رحمه الله بخلاف بعض أهل العلم ممن قال بأنها من الصغائر .
وقد فصل ابن
حجر محاولاً الجمع بين الرأيين فقال: فمن اغتاب ولياً لله أو عالماً ليس
كمن اغتاب مجهول الحالة مثلاً.
قال تعالى: { ولا يغتب بعضكم بعضاً
أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب
رحيم} ،، الحجرات:12
تعالى: ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب
بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان
قال الشنقيطي: الهمز يكون بالفعل
كالغمز بالعين احتقاراً أو ازدراءً، واللمز باللسان ، وتدخل فيه الغيبة .
قال
سفيان بن عيينة : الغيبة أشد من الدّين ، الدّين يقضى ، والغيبة لا تقضى
وقال
سفيان الثوري : إياك والغيبة ، إياك والوقوع في الناس فيهلك دينك
كيفية
التخلص من الغيبة ::
- تقوى الله عز وجل والاستحياء منه
ويحصل
هذا بسماع وقراءة آيات الوعيد والوعد وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
من أحاديث تحذر من الغيبة ومن كل معصية وشر
و تذكر مقدار الخسارة
التي يخسرها المسلم من حسناته ويهديها لمن اغتابهم من أعدائه وسواهم.قال
صلى الله عليه وسلم : (( أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم
له ولا متاع ، قال : المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام
، وقد شتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا ، فيأخذ هذا من حسناته ، وهذا من
حسناته ، فإن فنيت حسناتهم أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار
روي
أن الحسن قيل له: إن فلاناً اغتابك، فبعث إليه الحسن رطباً على طبق وقال :
بلغني أنك أهديت إلي من حسناتك فأردت أن أكافئك عليها، فاعذرني، فإني لا
أقدر أن أكافئك على التمام
و أن يتذكر عيوبه وينشغل بها عن عيوب
نفسه ، وأن يحذر من أن يبتليه الله بما يعيب به إخوانه
جزاء الغيبة
::
1- الفضيحة في الدنيا
عن ابن عر قال : صعد رسول الله المنبر
فنادى بصوت رفيع فقال: ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه ،
لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة
أخيه المسلم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف
رحله))
2- العذاب في القبر ::
عن أبي بكرة رضي الله عهما
قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: إنهما ليعذبان ، وما
يعذبان في كبير ، أما أحدهما فيعذب البول ، وأما الآخر فيعذب بالغيبة)) .
قال
قتادة : عذاب القبر ثلاثة أثلاث: ثلث من الغيبة ، وآخر من النميمة ، وآخر
من البول .
وقوله : ((ما يعذبان في كبير)) قال الخطابي: معناه أنهما لم
يعذبا في أمر كان يكبر عليهما أو يشق فعله لو أرادوا أن يفعلاه
3-
العذاب في النار ::
عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت:
من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في
أعراضهم
قال تعالى: { وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون
لعلكم تفلحون} النور:31
عن سهل بن سعد
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من يضمن لي ما بين لحييه وما بين
رجليه أضمن له الجنة)) .
قال ابن حجر: الضمان بمعنى الوفاء بترك المعصية
. . . فالمعنى: من أدى الحق الذي على لسانه من النطق بما يجب عليه أو
الصمت عما لا يعنيه.
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: (( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما
بين المشرق)) . وفي رواية له: ((يهوي بها في نار جهنم))
قال
النووي: في هذا الحديث حث على حفظ اللسان ، فينبغي لمن أراد أن ينطق أن
يتدبر ما يقول قبل أن ينطق ، فإن ظهرت مصلحة تكلم، وإلا أمسك .
قال
ابن رجب: هذا يدل على أن كف اللسان وضبطه وحبسه هو أصل الخير كله ، وأن من
ملك لسانه فقد ملك أمره وأحكمه وضبطه.
وقال صلى الله عليه وسلم: (( إذا
أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا ، فإنما
نحن بك ، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا))
الغيبة ::
ذكر
النبي صلى الله عليه وسلم بأن
الغيبة إنما تقع فيما يكرهه الإنسان
ويؤذيه فقال: بما يكره
قال النووي في الأذكار مفصلاً ذلك: ذكر
المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو
خلْقه أو خُلقه أو ماله أو والده أو ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو
حركته أو طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو
الإشارة أو الرمز.
ومن الصور التي تعد أيضاً في الغيبة قال النووي: ومنه
قولهم عند ذكره : الله يعافينا ، الله يتوب علينا ، نسأل الله السلامة
ونحو ذلك ، فكل ذلك من الغيبة
ومن صور الغيبة ما قد يخرج من المرء
على صورة التعجب أو الاغتمام أو إنكار المنكر قال ابن تيمية: ومنهم من يخرج
الغيبة في قالب التعجب فيقول : تعجبت من فلان كيف لا يعمل كيت وكيت...
ومنهم من يخرج [النية في قالب] الاغتمام فيقول: مسكين فلان غمني ما جرى له
وما ثم له
الفرق بين الغيبة والبهتان والإفك ::
بّين النبي
صلى الله عليه وسلم الفرق بين الغيبة والبهتان, ففي الحديث "قيل: أرأيت إن
كان فيه ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته, وإن لم يكن فيه ما
تقول فقد بهته)) , وفي حديث عبد الله بن عمرو أنهم ذكروا عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم رجلاً فقالوا: لا يأكل حتى يُطعم, ولا يَرحل حتى يُرحل,
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اغتبتموه)) فقالوا: يا رسول الله: إنما
حدثنا بما فيه قال: ((حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه)) .
والبهتان إنما
يكون في الباطل كما قال الله : {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما
اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً} [الأحزاب:58].
والبهت قد
يكون غيبة، وقد يكون حضوراً ، قال النووي : "وأصل البهت أن يقال له الباطل
في وجه" .
قال الحسن: الغيبة ثلاثة أوجه كلها في كتاب الله : الغيبة
والإفك والبهتان.
فأما الغيبة فهو أن تقول في أخيك ما هو فيه ، وأما
الإفك فأن تقول فيه ما بلغك عنه ، وأما البهتان فأن تقول فيه ما ليس فيه.
الغيبة حرام بإجماع أهل العلم كما نقل ذلك النووي ::
واختلف
العلماء في عدها من الكبائر أو الصغائر ، وقد نقل القرطبي الاتفاق على
كونها من الكبائر لما جاء فيها من الوعيد الشديد في القرآن والسنة ولم يعتد
رحمه الله بخلاف بعض أهل العلم ممن قال بأنها من الصغائر .
وقد فصل ابن
حجر محاولاً الجمع بين الرأيين فقال: فمن اغتاب ولياً لله أو عالماً ليس
كمن اغتاب مجهول الحالة مثلاً.
قال تعالى: { ولا يغتب بعضكم بعضاً
أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب
رحيم} ،، الحجرات:12
تعالى: ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب
بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان
قال الشنقيطي: الهمز يكون بالفعل
كالغمز بالعين احتقاراً أو ازدراءً، واللمز باللسان ، وتدخل فيه الغيبة .
قال
سفيان بن عيينة : الغيبة أشد من الدّين ، الدّين يقضى ، والغيبة لا تقضى
وقال
سفيان الثوري : إياك والغيبة ، إياك والوقوع في الناس فيهلك دينك
كيفية
التخلص من الغيبة ::
- تقوى الله عز وجل والاستحياء منه
ويحصل
هذا بسماع وقراءة آيات الوعيد والوعد وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
من أحاديث تحذر من الغيبة ومن كل معصية وشر
و تذكر مقدار الخسارة
التي يخسرها المسلم من حسناته ويهديها لمن اغتابهم من أعدائه وسواهم.قال
صلى الله عليه وسلم : (( أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم
له ولا متاع ، قال : المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام
، وقد شتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا ، فيأخذ هذا من حسناته ، وهذا من
حسناته ، فإن فنيت حسناتهم أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار
روي
أن الحسن قيل له: إن فلاناً اغتابك، فبعث إليه الحسن رطباً على طبق وقال :
بلغني أنك أهديت إلي من حسناتك فأردت أن أكافئك عليها، فاعذرني، فإني لا
أقدر أن أكافئك على التمام
و أن يتذكر عيوبه وينشغل بها عن عيوب
نفسه ، وأن يحذر من أن يبتليه الله بما يعيب به إخوانه
جزاء الغيبة
::
1- الفضيحة في الدنيا
عن ابن عر قال : صعد رسول الله المنبر
فنادى بصوت رفيع فقال: ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه ،
لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة
أخيه المسلم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف
رحله))
2- العذاب في القبر ::
عن أبي بكرة رضي الله عهما
قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: إنهما ليعذبان ، وما
يعذبان في كبير ، أما أحدهما فيعذب البول ، وأما الآخر فيعذب بالغيبة)) .
قال
قتادة : عذاب القبر ثلاثة أثلاث: ثلث من الغيبة ، وآخر من النميمة ، وآخر
من البول .
وقوله : ((ما يعذبان في كبير)) قال الخطابي: معناه أنهما لم
يعذبا في أمر كان يكبر عليهما أو يشق فعله لو أرادوا أن يفعلاه
3-
العذاب في النار ::
عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت:
من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في
أعراضهم
قال تعالى: { وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون
لعلكم تفلحون} النور:31